أشار السيد علي فضل الله، الى أن "الحكومة اللبنانية التي نالت ثقة المجلس النيابي، أمام تحدي بما التزمت به تجاه اللبنانيين، بأنها ستعمل على بناء دولة قوية خالية من الهدر والفساد، وإخراجهم من الأزمات التي تعصف بهم على الصعيد المعيشي والحياتي والاقتصادي والمالي، واستعادة المودعين لأموالهم وبالعمل الجاد للضغط على الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار لإخراج العدو الصهيوني من المواقع والأراضي التي احتلها، والتي يعلن هذا العدو على لسان وزير حربه أنه ينوي البقاء فيها وبضوء أخضر أميركي"، معتبرا ان "الحكومة أمام تحدي معالجة جادة للخروقات المستمرة للاتفاق الجاري مع الدولة اللبنانية، التي يبدو أنه ليس بوارد إيقافها، وبإعمار ما تهدم بفعل هذا العدو، والذي يخشى أن يطول مع محاولة العدو مقايضته بمطالب سياسية وأمنية تمس السيادة والمصلحة اللبنانية، وقد يكون منها ما صدر عن أحد المسؤولين في الإدارة الأميركية بدعوة لبنان وسوريا إلى الدخول في ما يسمى بالاتفاق الإبراهيمي".

وفي خطبة الجمعة، شدد على أن "الثقة التي نالتها الحكومة لن تكون كافية إن لم تحظ بثقة اللبنانيين، وكانت تعبيراً عن آمالهم وطموحاتهم وتعيد إليهم الثقة بدولتهم التي فقدوها ما جعلهم يهيمون على وجوههم في بلاد الله الواسعة ويبحثون فيها عن مكان يلجأون إليه لتحصيل أرزاقهم واستعادة كرامتهم".

وتابع :"لن نحمل الحكومة أكثر من طاقتها، ولكننا نريدها أن تبذل كل ما في وسعها للقيام بدورها، وأن تقدم أنموذجها وتميزها وحسن أدائها، وهي قادرة على ذلك إن هي عملت كفريق متجانس وكان هاجسها مصلحة الوطن وإنسانه، وبعيدة كل البعد عن المحاصصات التي أرهقت البلد وأوصلته إلى ما وصل إليه".

ولفت الى "اننا في هذا المجال، ندعو القوى السياسية الفاعلة والمؤثرة إلى أن يوفروا لهذه الحكومة كل الظروف التي تضمن لها القدرة على القيام بمسؤولياتها وأن يعينوها عليها، بأن لا يكون الوقوف معها مشروط بمدى الحصول على المكاسب والمغانم منها، أو أن يحكم عمل المعارضة الكيدية ووضع العراقيل أمامها، بل بتصويب مسارها وإلفاتها إلى نقاط ضعفها".

واشار الى "اننا نعي حجم الانقسام الموجود في هذا البلد، سواء في أسلوب التعامل مع ملفات الداخل أو من الخارج، ولكن هذا لا ينبغي أن ينعكس على مسار عمل الدولة وأدائها بقدر ما يدعو إلى حوار جدي وموضوعي مبني على الاحترام المتبادل وبعيد عن التخوين والتخوين المضاد، وهو الكفيل بإزالة الهواجس والمخاوف التي لدى كل فريق من الفريق الآخر".

وتطرق فضل الله إلى الاعتداءات الإسرائيلية التي شهدناها في الأيام الماضية، معتبرا انه "ينبغي أن تكون على رأس أولويات العهد الجديد بشكل واضح وجلي، حيث يستمر العدو الصهيوني في ضربه عرض الحائط للاتفاق الموقع مع لبنان، باستمرار احتلاله للنقاط التي يعلن عن بقائه فيها أو في الغارات اليومية التي طالت البقاع والجنوب وحصدت العديد من الشهداء، والذي تجاوز في عدوانه كل الحدود عندما حلقت طائراته في يوم التشييع أو عندما أثار الحديث عن استهداف المشيعين خلاله، وهو الأمر الذي يستدعي استنفاراً وحالة طوارئ من الدولة اللبنانية للاحتجاج الصارخ في المؤسسات الدولية أو على صعيد الدول الراعية للاتفاق، بما يشكل تعبيراً عن كل الأصوات التي انطلقت خلال التشييع المهيب والتي أعلنت رفضها للذل رغم كل الجراح التي عانت وتعاني منها، والذي نجده تجسيداً له في هذا التأبين اليومي الحاشد للأعداد الكبيرة من الشهداء، والذي نرى نموذجاً منه في المئة شهيد الذين يشيعون اليوم في بلدة عيترون".

ورأى فضل الله انه "من المؤسف أن لا نشهد انعكاساً لهذه الصورة المطلوبة على المستوى الرسمي ومن الكثير من القوى السياسية، التي لا يستفزها ما يجري من اعتداءات تطاول سيادة لبنان ومن كل هذه الدماء التي تسيل وكأن الذي يجري ليس في هذا البلد".